تحميل تطبيق المدونه

الجمعة، 22 مارس 2019

مع المصطفى فى عهد المبعث رقم 74


" مع المصطفى فى دار هجرته " - 28 -
" مسجد المهاجر وبيته " و"موازين القوى" و"الإسلام في الجبهات الثلاث: مع عصابات يهود ومع الوثنية القرشية ومع المنافقين" " ث"
وذهبت بنو قريظة ، قصة وعبرة ومثلا.
وتجاوبت الجزيرة بأصداء القصائد التى قالها الشعراء فيهم وفيمن حزبوا من المشركين يوم الخندق ، وفي المنافقين.
وتلا المصطفى من وحى ربه ، من سورة "الأحزاب":
بسم الله الرحمن الرحيم .. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12) وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ۚ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ۖ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (14) وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ ۚ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا (15) قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (16) قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً ۚ وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (17) قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ۖ وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ۖ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ۚ أُولَٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19) يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا ۖ وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ ۖ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا(20) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24) وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27)} .. صدق الله العظيم.
**********
عزيزى القارئ:
_________
عورة: كل ما يستره الإنسان حياءً من ظهوره - كل أمر يُستَحْيا منه - - الشين والقبح - عيب وخلل في الشئ - لا حافظ له - سئ الخلق
يُوَلُّونَ الأدبار: الهزيمة في القتال - يرجعون منسحبين من حيث أتوا
أَشِحَّةً: بخلاء حريصين علي المال والغنيمة - بخيل ضنين - السئ الخلق - الصحراء الواسعة - الأيام التى لا مطر فيها
سَلَقُوكُمْ: آذوكم ورموكم - غلوهم بالنار
ظاهروهم: يهود قريظة الذين عاونوا الأحزاب - عاونوا الذين قاتلوكم وأخرجوكم
صياصيهم: حصونهم ومعاقلهم
عزيزى القارئ:
_________
لا زالت د. "بنت الشاطئ" في تفاصيل أفعال "بنى قريظة" واستدلت بآيات من سورة "الأحزاب" التى نزلت فيهم .. أعرض عليكم تفسيرها وأعتذر للإطالة حتى يكون التوضيح متكاملاً:
من السور المدنية التى تحدثت عن بعض الآداب الإجتماعية وبعض الأحكام التشريعية .. كما تحدثت بالتفصيل عن غزوة "الخندق" التى تسمى "الأحزاب" وصورتها تصويراً دقيقاً سواء بتآمر قوى البغي والشر على المؤمنين وكشفت عن خفايا المنافقين وحذرت من طرقهم وكيدهم .. وذكرت المؤمنين بنعمة الله العظمى عليهم في ردّ أعدائهم بإرسال الملائكة والريح .. وتحدثت عن غزوة بنى قريظة ونقضهم عهدهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
وسميت سورة الأحزاب لأن المشركين تحزبوا على المسلمين من كل جهة .. فإجتمع كفار مكة مع غطفان وبنى قريظة وأوباش العرب علي حرب المسلمين ولكن الله ردهم مدحورين وكفي المؤمنين القتال بتلك المعجزة الباهرة.
"
يا أيها الذين آمنوا اذكروا فضل الله وإنعامه عليكم .. ووقت مجئ جنود الأحزاب - قريش وغطفان ويهود قريظة وبنى النضير كانوا حوالي 12000 - فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقبالهم ضرب الخندق علي المدينة بإشارة - "سلمان الفاريس" - ثم خرج في ثلاثة آلاف من المسلمين فضرب معسكره والخندق بينه وبين المشركين .. واشتد الخوف وظنَّ المؤمنون كل ظن ونجم النفاق في المنافقين .. حتى قال - معتب بن قشير - يعدنا محمد كنوز كسرى وقيصر ولا نقدر أن نذهب إلى الغائط .. فأرسلنا على الأحزاب ريحاً شديدة وجنوداً من الملائكة لم تروهم وكانوا قرابة ألف .. فبعث الله عليهم ريحاً عاصفاً في ليلة شديدة البرد والظلمة فقلعت بيوتهم وكفأت قدورهم وصارت تلقي الرجل على الأرض وأرسل الله الملائكة فزلزلتهم ولم تقاتل .. بل ألقت في قلوبهم الرعب .. والله تعالى مطلع على ما تعملون من حفر الخندق والثبات على معاونة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت .. أى حين جاءتكم الأحزاب من فوق الوادى يعنى من أعلاه قبل المشرق ومنه جاءت أسد وغطفان .. ومن أسفل الوادى يعنى أدناه قِبل المغرب ومنه جاءت قريش وكنانة وأوباش العرب والغرض أن المشركين جاءوهم من جهة المشرق والمغرب .. وأحاطوا بالمسلمين إحاطة السوار بالمعصم وأعانهم يهود بنى قريظة فنقضوا العهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم وانضموا للمشركين .. فإشتد الخوف وعظُم البلاء فزاغت أى مالت الأبصار عن سننها أى عن طبيعتها ومستوى نظرها حيرةً وشخوصاً لشدة الهول والرعب .. والقلوب زالت عن أماكنها من الصدور حتى كادت تبلغ الحناجر وهذا تمثيل لشدة الرعب والفزع الذى دهاهم حتى كأن أحدهم قد وصل قلبه إلى حنجرته من شدة ما يلاقي من الهول .. وكنتم فى تلك الحالة الشدية تظنون الظنون المختلفة .. فظن المنافقون أن المسلمين يُستأصلون وظن المؤمنون أنهم يُنصرون .. فالمؤمنون ظنوا خيراً والمنافقون ظنوا شراً .. ونطق المنافقون وقالوا ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً .. وفي ذلك الزمان والمكان امتحن المؤمنون واختبروا ليتميز المخلص الصادق من المنافق فكان الإبتلاء بالخوف والقتال والجوع والحصر والنزال .. وحركوا تحريكاً عنيفاً من شدة ما دهاهم حتى لكأن الأرض تتزلزل بهم وتضطرب تحت أقدامهم وهو هنا عبارة عن اضطراب القلوب وتزعزعها .. ويقول الذين في قلوبهم مرض النفاق لأن الإيمان لم يخالط قلوبهم - ما وعدنا الله ورسوله إلا باطلاً وخداعاً - واذكر حين قالت جماعة من المنافقين وهم: أوس بن قيظى وأتباعه وأُبي بن سلول وأشياعه .. يا أهل المدينة لا قرار لكم ههنا ولا إقامة فارجعوا إلى منازلكم واتركوا محمداً وأصحابه.. ويستأذن جماعة من من المنافقين النبي صلى الله عليه وسلم في الإنصراف متعللين بعلل واهية .. وقالوا أن بيوتهم غير حصينة فنخاف عليها العدو والسُّراق .. وتكذيب من الله تعالي لهم أى ليس الأمر كما يزعمون وهم ما يريدون إلا الهرب من القتال والفرار من الجهاد .. والتعبير بالمضارع - يستأذن - لاستحضار الصورة فى النفس فكأن السامع يبصرهم الآن وهم يستأذنون ثم فضحهم الله تعالي وبين كذبهم ونفاقهم فقال ولو دخل الأعداء علي هؤلاء المنافقين من جميع نواحى المدينة وجوانبها .. ثم طلب إليهم أن يكفروا وأن يقاتلوا المسلمين لأعطوها من أنفسهم مسرعين ولم يتأخروا عنه لشدة فسادهم وذهاب الحق من نفوسهم فهم لا يحافظون على الإيمان ولا يستمسكون به مع أدني خوف وفزع وهذا ذم لهم في غاية الذم .. ولقد كان هؤلاء المنافقون أعطوا ربهم العهود والمواثيق من قبل غزوة الخندق وبعد بدر ألا يفروا من القتال وكان هذا العهد منهم جديراً بالوفاء لأنهم سيسألون عنه وفيه تهديد ووعيد .. قل يا أيها النبي لهؤلاء المنافقين الذين يفرون من القتال طمعاً في البقاء وحرصاً علي الحياة وإن فراركم لن يطوّل أعماركم ولن يؤخر آجالكم ولن يدفع الموت عنكم أبداً ولئن هربتم فإذاً لا تمنعون بعده إلا زمناً يسيراً لأن الموت مصير كل حى ومن لم يمت بالسيف مات بغيره .. من يستطيع أن يمنعكم منه تعالي وإن قدَّر الله هلاككم ودماركم أو قدَّر بقاءكم ونصركم؟ .. وليس لهم من دون الله مجير ولا مغيث فلا قريب ينفعهم ولا ناصر ينصرهم .. لقد علم الله تعالي ما كان من أمر أولئك المنافقين المثبطين للعزائم الذين يعوقون الناس عن الجهاد ويصدونهم عن القتال والذين يقولون لإخوانهم في الكفر والنفاق - تعالوا إلينا واتركوا محمداً وصحبه يهلكوا ولا تقاتلوا معهم .. ولا يحضرون القتال إلا قليلاً منهم رياءً وسمعة .. بخلاء عليكم بالمحبة والشفقة والنصح لأنهم لا يريدون لكم الخير .. فإذا حضر القتال رأيت أولئك المنافقين في شدة رعب لا مثيل لها حتى إنهم لتدور أعينهم في أحداقهم كحال المغشي عليه من معالجة سكرات الموت حَذراً وخَوراً وكالجبان الذي ينظر يميناً وشمالاً .. فإذا ذهب الخوف عنهم وانجلت المعركة آذوكم بالكلام بألسنة سليطة وبالغوا فيكم طعناً وذماً وخاطبوكم بما خاطبوكم به حال كونهم بخلاء على المال والغنيمة .. أولئك الموصوفون بما ذكر من صفات السوء لم يؤمنوا حقيقة بقلوبهم وإن أسلموا ظاهراً فأبطل الله أعمالهم بسبب كفرهم ونفاقهم .. لأن الإيمان شرط في قبول الأعمال وكان الإحباط سهلاً يسيراً علي الله .. ثم أخبر الله تعالى عنهم بما يدل على جبنهم فقال يحسب المنافقون من شدة خوفهم وجبنهم أن الأحزاب بعد إنهزامهم لم ينصرفوا عن المدينة وهم قد انصرفوا .. وإن يرجع إليهم الكفار كرة ثانية للقتال يتمنوا لشدة جزعهم أن يكونوا في البادية مع الأعراب - لا في المدينة معكم - حذراً من القتل وتربصاً للدوائر .. يسألون عن أخباركم وما وقع لكم فيقواون: أهلك المؤمنون؟ أغلب أبو سفيان؟ ليعرفوا حالكم بالإستخبار لا بالمشاهدة .. ولوكانوا بينكم وقت القتال واحتدام المعركة ما قاتلوا معكم إلا قتالاً قليلاً لجبنهم وذلتهم وحرصهم على الحياة .. لقد كان لكم أيها المؤمنون في هذا الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة تقتدون به في إخلاصه وجهاده وصبره فهو المثل الأعلى الذى يجب أن يُقتدى به في جميع أقواله وأفعاله وأحواله لأنه لا ينطق ولا يفعل عن الهوى بل عن وحىٍ وتنزيل فلذلك وجب عليكم تتبع نهجه وسلوك طريقه .. لمن كان مؤمناً مخلصاً يرجو ثواب الله ويخاف عقابه وأكثر من ذكر ربه بلسانه وقلبه .. ولما رأى المؤمنون الكفار قادمين نحوهم وأحاطوا بهم من كل جانب قالوا: هذا ما وعدنا به الله ورسوله من المحنة والابتلاء ثم النصر علي الأعداء وصدق الله وعده ورسوله فيما بشرنا به .. وما زاد ما رآه المؤمنين من كثرة جند الأحزاب وشدة وضيق حصار إلا إيماناً قوياً عميقاً بالله واستسلاماً وانقياداً لأوامره وأولئك المؤمنين رجال صادقون نذروا أنهم إذا أدركوا حرباً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبتوا وقاتلوا حتى يستشهدوا فمنهم من وفَّى بنذره حتى استشهد في سبيل الله كأنس ابن النضر وحمزة ومنهم من ينتظر .. وما غيروا عهدهم الذى عاهدوا عليه ربهم أبداً ليجزى الله الصادقين بصدقهم وحسن صنيعهم أحسن الجزاء في الآخرة .. ويعذب المنافقين الناقضين للعهود بأن يميتهم على النفاق فيعذبهم أو يتوب عليهم فيرحمهم واسع المغفرة رحيماً بالعباد .. وردَّ الله الأحزاب خائبين خاسرين مغيظين محنقين ولم يشف صدورهم بنيل ما أرادوا فلم ينالوا أى خير لا في الدنيا ولا فى الآخرة بل اكتسبوا الآثام في مبارزة الرسول عليه الصلاة والسلام وهمّهم بقتله .. وكفى الله المؤمنين شرَّ أعدائهم بأن أرسل عليهم الريح والملائكة حتى ولّوا الأدبار منهزمين وكان الله قادراً على الإنتقام من أعدائه .. عزيزاً غالباً لا يقهر ولهذا كان عليه السلام يقول - لا إله إلا الله وحده ، نصر عبده ، وأعزَّ جنده ، وهزم الأحزاب وحده - وأنزل يهود بنو قريظة الذين أعانوا المشركين ونقضوا عهدهم وانقلبوا علي النبى وأصحابه أنزلهم من حصونهم وقلاعهم التى كانوا يتحصنون فيها وألقي الله في قلوبهم الرعب والخوف الشديد حتى فتحوا الحصون واستسلموا بعد الحصار ونزولهم على حكم - سعد بن معاذ - وقتل منهم يومئذ ما بين الثمانمائة والتسعمائة حسب ما ورد في عدة تفاسير .. وتم أسر النساء والذرية .. وأورثكم يا معشر المؤمنين أرض بنى قريظة وعقارهم وخيلهم ومنازلهم وأموالهم التى تركوها" .. والبادئ أظلم.
عزيزى القارئ:
_________
إليكم رابط فيديو عن الحكم على يهود بنى قريظة وبه تفاصيل عديدة بداية من حضور سيدنا "جبريل" عليه السلام عندما أراد سيدنا "محمد" عليه أفضل الصلاة والسلام أن يضع سلاحه بعد عودته من غزوة الأحزاب والخندق .. قائلً له: ماذا تصنع؟ .. قال: أضع سلاحى - فالحرب قد انتهت .. فرد سيدنا "جبريل" عليه السلام: أما نحن "يقصد الملائكة" "فلم نضع أسلحتنا فإن عندنا الحرب لم تنتهى .. إذهب إلي بنى قريظة وإنا سابقوك إليها نزلزل أقدامهم .. ندُك حصونهم .. نقذف الرعب في قلوبهم" .. بنو قريظة هم الذين نقضوا العهد فى أصعب وقت عند رسول الله وأصحابه "عليه الصلاة والسلام" .. فخرج صلوات ربي وسلامه عليه ينادى الناس .. أترككم مع التفاصيل .. الفيديو مدته 28:33 دقيقة
اللهم صلِّ على سيدنا "محمد" مفتاح رحمتك وعين نعمتك وعلي آله وصحبه وسلم تسليماً

فريق مصر أم الكون

خديجه حسين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...