تحميل تطبيق المدونه

الاثنين، 11 مارس 2019

مع المصطفى فى عهد المبعث رقم 64


" مع المصطفى فى دار هجرته " - 18 -
" مسجد المهاجر وبيته " و"موازين القوى" و"الإسلام في الجبهات الثلاث: مع عصابات يهود ومع الوثنية القرشية ومع المنافقين" " ن "
في أى الجبهات ، يبدأ الصدام المسلح الذى لم يكن عنه بد ، لتأمين الوجود الإسلامى؟
ليس مع يهود قطعاً ، فما هو من طبيعتهم ولا في إمكانهم.
وليس مع المنافقين ، كذلك. وداؤهم لا يزال كامناً في مرحلة الحضانة والتفريخ.
إنما الصدام المسلح مع الخصوم من قريش التى لم يعد أمامها سواه ، بعد أن تجنبته طويلاً ، على الرغم منها، حفاظاً علي سلام مكة وحرمة البيت العتيق.
على ساحة "بدر" كانت الجولة الأولي لهذا الصدام ...
وموقعة بدر لم تأت فجأة ، بل سبقتها نذر تراكمت علي الأفق ما بين دار المبعث ودار الهجرة ، معلنة عن حتمية الحرب بين الإسلام والوثنية ، إذ ليس من طبيعة الأشياء أن يتهادن حق وباطل.
وقد أذن للمسلمين في القتال دفاعاً عن دينهم وغضباً لحرمات الله ودفعاً لما سيموا من ظلم حين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا: ربنا الله.
لكن القتال لم يبدأ مع ذلك في عام الهجرة ، لا لأن المسلمين اكتفوا بأن يلتمسوا في المدينة مأمناً ومقاماً ، وإنما مضي العام كله احتشاداً للجهاد وتنظيماً للمجتمع الجديد في مركز الدعوة الإسلامية ، واكتشافاً لأبعاد الميدان في منطقة كانت ، حتى الهجرة ولمدى خمسة قرون قبلها ، ترعى فيها الذئاب من اليهود.
ولم يكن هيناً على المهاجرين والأنصار أن يأتى موسم الحج في عام الهجرة الأول ، وقد حيل بين المسلمين وبين أداء فريضة الحج والسعى إلي بيت الله الحرام الذى سيطر عليه المشركون وكدسوا الأوثان في ساحته ، وأباحوه لكل الوثنيين من العرب ، وصدوا عنه المؤمنين الذين يعبدون رب هذا البيت لا يشركون بعبادته أحداً ...
ومع مطلع السنة الثانية للهجرة ، بدأ المصطفي يخرج فى غزوات قصار. تدريباً لجنده من حزب الله ، وإقراراً لهيبة الإسلام في موقعه الجديد.
كما بدأ عليه الصلاة والسلام يبعث سراياه لتجوب المنطقة ما بين مكة والمدينة ، وأولاهما مركز الوثنية العربية ، والأخرى مركز الدعوة الإسلامية.
ولم تكن هذه السرايا قاصدة إلى قتال ، وإنما كانت دوريات استطلاع تترصد أنباء قريش فى منطقة الحجاز:
أولي السرايا، سرية "عبيدة بن الحارث بن المطلب" إلى مشارف الحجاز. وقد لقي جمعاً من قريش فلم ينشب بينهم قتال ، إلا أن "سعد ابن أبي وقاص" رمى بسهم فكان أول سهم رُمى به في الإسلام ، وقد اعتز به سعد فأنشد:
ألا هل أَتى رسولَ الله أَنى .. حميت صحابتى بصدور نَبلى
فما يعدُّ رامٍ في عدو ............... بسهم يا رسولَ الله مثلي
بعد سرية "عبيدة بن الحارث ، بعث المصطفي سرية عمه "حمزة ابن عبد المطلب" إلى سيف البحر ، في ثلاثين راكباً من المهاجرين. ثم تلتها سرية "سعد بن أبي وقاص" فبلغت غايتها من أرض الحجاز ، ثم عادت لم تلق كيداً.
بعدها كانت سرية "عبد الله بن جحش" - ابن عمة المصطفي ، أميمة بنت عبد المطلب - ومن هذه السرية اندلع الشرر الذى أوقد الضرام الكامن ، فتوهج مشتعلاً على ساحة بدر.
خرج عبد الله بن جحش في ثمانية من المهاجرين ، في أوائل رجب من السنة الثانية للهجرة. ورجب من الأشهر الحرم التى لا يحل فيها قتال. وكانت أوامر المصطفي إلى ابن عمته أن يمضي بالسرية حتى ينزل بموضع "نخلة" ما بين مكة والطائف ، فيترصد بها قريشاً ويستطلع أخبارها.
وحدث في مرحلة من الطريق أن خرج "سعد بن أبي وقاص وعتبة ابن غزوان" ينشدان بعيراً لهما ضل. ثم تخلفا لم يرجعا إلى منزل السرية. وبدا أن قريشاً أخذتهما علي غرة فأسرتهما. ومضي أمير السرية بمن بقي معه من المهاجرين حتى نزل بنخلة كما أمره المصطفي عليه الصلاة والسلام. فمرت عير تجارية لقريش ، فيها "عمرو بن الحضرمى" وتحاشي المسلمون القتال التزاماً بحرمة الشهر الحران. لكن تجنب الصدام مع المواجهة ، لم يكن مستطاعاً. وأطلق الصحابي "واقد بن عبد الله" سهماً أصاب عمرو بن الحضرمى فقتله.
وعندئذ فرت قريش عن عيرها وقتيلها ، وعن أسيرين منها.
وعادت السرية الظافرة إلي المدينة بالمغانم والأسيرين ، وهى ترجو أن يُفتدى بهما سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان. غير أنها ما كادت تدخل المدينة حتى استقبلت بوجوم ذهب بفرحة النصر ، وقال المصطفى لابن عمته ، أمير السرية:
"
ما أمرتكم بقتال فى الشهر الحرام".
ثم أعرض صلى الله عليه وسلم عما جاءت به السرية من مغانم ، ونحَّى الأسيرين القرشيين. فظن عبد الله بن جحش وأصحابه أنهم أثموا وهلكوا. واشتد الصحابة من المهاجرين والأنصار في لومهم ، ونقلوا إليهم ما تقول قريش في مكة:
"
قد استحل محمد وأصحابه حرمة الشهر الحرام".
وتسللت الأفاعى من الأوكار اليهودية ، فراحت تطوف بأحياء المدينة وهى تهمهم في حقد واشتفاء:
"
عمرو بن الحضرمى ، قتله واقد بن عبد الله.
"
عمرو: عمرت الحرب.
"
الحضرمى: حضرت الحرب.
"
واقد: وقدت الحرب".
حتى حسم القرآن ذلك الموقف المعقد وأنهى كل جدلٍ فيه بكلمات الله البينات.
عزيزى القارئ:
_________
سيموا: عاقبوهم بأقسي أنواع العذاب - أذلوهم - طلبوا ثمنها
ينشب: يقع اشتباك - يندلع قتال أوحرب - يغرز بمخالبه - يشتعل
سرية: قطعة من الجيش ما بين خمة وثلثمائة من الأفراد - أو هى من الخيل نحو أربعمائة
الضرام: ما تشتعل به النار كالحطب وغيره سريع الالتهاب وليس له جمر - اشتعال النار - اشتد غضبه أو جوعه أو حره
ينشد: يدل عليها - يعرفها - ينادى ويسأل عنها
عير: قوافل من الإبل والبغال والحمير - صغير القدر ولا أهمية له - القبح
نحَّى: أزال - صرفه عنه - أبعده - نحاه
اشتفاء: انتقم منه - بلغ ما يذهب غيظه منه
عزيزى القارئ:
_________
سيتم البدء وعرض كلمات الله البينات التى حسمت هذا الموقف المعقد في المقال القادم بمشيئة الله إذا كان في العمر بقية .. حتى لا أطيل عليكم بالتفسير اليوم.
توضح كاتبتنا د. "بنت الشاطئ" تكون السرايا لجمع المعلومات التى يجب أن تتم قبل أى عمل عملى بطريقة علمية وبالتخطيط لكى ينجح .. ووضحت أنه كان يجب مواجهة جبهة كفار قريش أولاً الذين سيطروا على البيت الحرام بمكة ومنعوهم من أداء مناسك الحج في الوقت الذى سمحوا به لكل الوثنيين العرب .. وعددت لنا السرايا والأسماء بالتفصيل .. وغضب النبي صلى الله عليه وسلم وأعرض عن مغانم السرية لأنه لم يأمرهم بالقتال في الشهر الحرام "رجب" وأطلق سراح الأسيرين .. وما قاله كفار قريش عن هذه الواقعة وما أثاره اليهود من نار الفتنة.
ذكرت لنا د. "بنت الشاطئ" أن أول سهم رُمى به في الإسلام بيد "سعد بن أبى وقاص" .. ولكنها لم تذكر لنا عمره وقتها .. وهو 17 سنة .. وهو السن الذى يطلق عليه الغرب حديثاً بسن المراهقة .. وهم لهم غرض بذلك وهو إنتزاع الثقة من الشباب وإيجاد العذر لطيشهم .. وإذا نظرنا بدقة وعمق لطريقة تربيتهم لأبنائهم بصرف النظر عن عرفهم سنتأكد من هدفهم.
إليك رابط فيديو تعرف منه في أى سن حقق كثير من العرب الأمجاد فى مختلف المجالات ليس الحربية فقط ولكن مثلاً في تعلم اللغات مثل "زيد بن ثابت" كان عمره 13 سنة وسمى بترجمان الرسول .. وكلنا نعلم أن المسلمين يجتمعون بالرسول صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة السرية بدار الأرقم بن أبي الأرقم .. فكم كان عمره؟ .. عمره كان 16 سنة .. تعرف عزيزى القارئ على باقي الأسماء وأعمارهم من الفيديو الذى مدته .. 2:59 دقيقة
اللهم صلِّ على سيدنا "محمد" مفتاح رحمتك وعين نعمتك وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

فريق مصر أم الكونً

خديجه حسين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...