تحميل تطبيق المدونه

الخميس، 14 مارس 2019

وزير الغلابه رقم 9


نعود لنتسأنف معكم ماقد توقفنا عنده الحلقه الماضيه وسواء حققت هذه السلسله مانصبو إليه أم لم تحققه سنستمر فى نشرها كلم سنحت ظروفنا دون ضغوط بسبب الألتزام آملين أنه قد يأتى يوم ويخرج من هذه الأمه من يقرأ بعد أن أصبحت عادة القراءه مثل ميكروب الجرب الكل يخشى الأقتراب من القراءه مع أن أول أمر وتكليف نزل بالقرآن هو أقرأ  



نشرت فى الصحف قضي تتعلق بالسيد عصمت السادات وقيل فى التحقيق إن بعض الوزراء ساعدوه فى الحصول على مكاسب ليست من حقه وهم السيد أحمد نوح وزير التموين والمهندس فؤاد أبوزغله وزير الصناعه والمهندس سليمان متولى وزير النقل والمواصلات والحقيقة أن الأدله لم تكن مقنعه إلا أن أحد الوزراء المقربين للدكتور فؤاد محيى الدين أقنعه أنه لابد من عرض الأمر على الرئيس وأقترح أن يخرج من الوزاره من جاء ذكره من الوزراء وهذه المعلومات ليست من قبيل الأستنتاج ولكنها حقيقه نمت إلى علمى بعد أن أختلف الدكتور فؤاد محيى الدين مع الوزير المقرب منه


المهم أنه فى 13 مارس 1983 خرج كل من السيد أحمد نوح والمهندس فؤاد أبوزغله من الوزاره ويشاء القدر أنه بعد سنتين خرج هذا الوزير المقرب من رئيس الوزراء بشكل أشد وقعاً



أذكر أنه قبل ذلك بأسبوع أو عشرة أيام طلبت من الدكتور يوسف والى أن يتيح الفرصه للقاء السيد أحمد نوح بالرئيس ليشرح الأمر وفعلا تم ذلك بحضور الدكتور يوسف والى وسأل الرئيس عن وضع مخزون القمح فقال السيد أحمد نوح إنه يلزم أن يسافر إلى أمريكا للتعاقد على كميه مناسبه من القمح فطلب الرئيس من الدكتور فؤاد محيى الدين أن يوقع قرار سفره وقبل أنتهاء اللقاء قال السيد أحمد نوح للرئيس لقد أصبح مهما الأستعانه ببعض الخبراء للحزب خاصة من الأقتصاديين لتولى المنصب الوزارى مما ينشط العمل الحزبى فقال الرئيس يا أحمد ألا ترى أن الجنزورى وزير للتخطيط كويس وهو ليس بالحزب المهم سافر فعلا السيد أحمد نوح فى اليوم التالى وبعد أيام قليله أنتشرت شائعه عن خروج وزيرين أو ثلاثه بسبب قضية السيد عصمت السادات وكان السيد أحمد نوح فى واشنطن فأرسل أستقاله وأبلغ بها جريدة الأهرام وربما جريده أخرى هى الجمهوريه للنشر فرفضت كل من الجريدتين نشر الأستقاله وأقيل أو خرج السيد أحمد نوح من الوزاره وهو فى الطائره عائداً إلى القاهره


أحد المقربين قال لمبارك «لو أخترت نائباً سيقارن الناس بينكما» فعزف الرئيس عن الفكره وعلى وجهه علامات الغضب



هنا أذكر أمراً مهما حدث فى أول أبريل وعلى وجه التحديد فى يوم 5 أبريل 1983 كنت بمعهد التخطيط القومى وفى نحو الساعه الثانية عشره ذهبت إلى قصر القبه إثر مكالمه تليفونيه من الرئاسه وبعد دقائق دخل المشير عبدالحليم أبوغزاله وبادرنى متسائلا بود ماذا تفعل هنا يا دكتور ؟؟؟   



كان المشير أبوغزاله رحمة الله عليه صديقا عزيزا منذ اليوم الأول الذى أنضممت فيه إلى الوزاره فى 4 يناير 1982 كانت به صفات عامه وخاصه تكفل له دخول قلب كل من يتعامل معه على الفور فهو رجل عميق الثقافه فى مختلف المجالات العسكريه والسياسيه بل والأقتصاديه كما أنه دمث الخلق واضح مستقيم اللغه ثابت على أفكاره ولا يراوغ نظرت إليه بود وقلت لا أعلم لكنى تلقيت تليفوناً  فجأه بعد دقائق قليله أخرى دخل علينا رئيس الوزراء الدكتور فؤاد محيى الدين وسألنا فور دخوله وقد عكست عيناه نظرات من التوجس والتساؤلات فهو بطبيعته لم يكن يميل أن يلتقى أحد بالرئيس دون أن يكون على علم مسبق باللقاء من أجل هذا كانت جملته السريعه المتسائله  لماذا أنتما هنا ؟؟؟  وفى صوت واحد أجبنا  والله لا نعلم


جلس الدكتور فؤاد محيى الدين ولم يرد وقد تأكد لنا أنه هو الآخر لم يكن يعلم لماذا جىء به



يبدو الأمر أنه كان مفاجئا لنا جميعا نحن الثلاثه وقد فهمت فيما بعد أن الرئيس اتخذ قراره بجمعنا ولقائنا قبل دقائق من المكالمات التى أستدعتنا سويا إلى مقر الرئاسه بعد عشر دقائق وفى تمام الواحده ظهرا طلب إلينا الذهاب إلى الشرفه المطله على بوابة القصر الغربيه وكانت المائده جاهزه لتناول طعام الغذاء وفجأه دخل علينا الرئيس ومعه المستشار النمساوى برونو كرايسكى والملياردير رجل الأعمال الأمريكى كالاهان اليهودى الديانه وأتخذ كل منا مكانه حول المائده المستديره وجلست بين رجل الأعمال الأمريكى والدكتور محيى الدين ومضت دقائق قبل أن يبدأ الحديث عن قضية الشرق الأوسط والقضيه الفلسطينيه وأخذ المشير يتحدث باستفاضه فى هذه القضايا ويحلل الموقف وكان الدكتور فؤاد محيى الدين يقاطعه ليضيف فيما رأيت أنها محاوله مستمره منه لتأكيد خبرته أيضا ومعلوماته حول الموقف والقضيه وكان المستشار النمساوى لا يعلق على ما يقال لكنه دأب طرح أسئله ليفهم ما يجرى من أحداث جديده فى المنطقه



بعد نصف ساعه تقريبا أستمر فيه الحديث من جانب المشير أبوغزاله والدكتور فؤاد محيى الدين وجه الرئيس القول لى ساكت ليه يا كمال ؟؟؟ لماذا لا تتكلم ؟؟؟    قلت الموضوع يعرفه الجميع وقد تركت الشرح للإخوه الكبار ليقولوا ما نعلمه وقلت هذا باللغه العربيه متعمدا لأن الرئيس السابق سألنى باللغه العربيه وحرصت أن ألتزم السكوت دون أن أحرج الآخرين من ناحيته أكتفى الرئيس بما قلت وأستمر الحوار ما يقرب من الساعه الغريب أن هذا اللقاء لم ينشر عنه شىء لا فى الداخل ولا فى الخارج ولم تتناوله قط وسائل الإعلام لكن بعد نحو شهر جاءنى أحد المسئولين المقربين للرئيس وهو أيضا على علاقه طيبه بى سألنى بصوره مباشره  هل كنت مع الرئيس منذ فتره ؟؟؟  سألته بدورى ماذا تقصد ؟؟؟ قال موضحا ومستوضحا ذلك اللقاء الذى حضره المشير أبوغزاله والدكتور محيى الدين ومستشار النمسا ورجل الأعمال الأمريكى ؟؟؟   قلت نعم وماذا فى ذلك ؟؟؟ كنت أعرف أن طبيعة عمل هذا المسئول تتطلب الوجود بصفه شبه يوميه فى مقر الرئاسه لينقل للرئيس أتجاهات الرأى العام فليس غريبا أن يبلغه نبأ ذلك اللقاء على أى حال سألت المسئول لماذا تسأل عن هذا اللقاء فقال هذا اللقاء كان الهدف منه أن يتحدد فيه أمر مهم ما هو ؟؟؟      قال بثقه أختيار نائب رئيس الجمهوريه

أستغربت حقاً إذ لم أكن قد أمضيت فى موقعى الوزارى أكثر من عام ونصف العام كما أننى كنت أصغر الوزراء سناً وحين أسترجع ذكريات تلك الفتره أستطيع قول إن الرئيس فى تلك الأعوام الأولى من رئاسته كان يبحث حقا عن نائب له وكان كلما ألتقى شخصا يثق فيه يبادره بالسؤال هل ترى أن أختار نائبا للرئيس ؟؟؟    كان يسأل فى ذلك أصدقاءه والعاملين معه فى الدائره القريبه سأل الكثيرين منهم صفوت الشريف وحسين سالم والدكتور ممدوح البلتاجى ومحمود ثابت عم زوجته السيدة سوزان مبارك علمت ذلك من بعضهم فيما بعد كانت فكرة أختيار نائب للرئيس تشغل الرئيس فى تلك السنوات الأولى من حكمه وقد علمت فيما بعد أن المسئول القريب من الرئيس والذى سبق الإشارهإليه قضى على الفكره تماما حين قال للرئيس ردا على سؤاله ما رأيك فى تعيين نائب للرئيس ؟؟؟ قال الرجل لا أوافق فسأل الرئيس  لماذا ؟؟؟ أجاب للأسباب كذا وكذا وآخرها أنه ستحدث مقارنه بينك وبينه منذ اللحظه الأولى وسوف يتابع الشعب أداءكما معا ويعقد المقارنات وأضاف لقد نتهيت من الحديث وانصرفت ولكن بدا على وجهه عدم الرضا بل والغضب ومن يومها حتى يناير 2011 لم يختار الرئيس نائبا قط له إلا بعد أندلاع الثوره فى 25 يناير


لقد فعل ذلك تحت الضغط الشعبى العنيف


نكتفى بهذا القدر اليوم على وعد بلقاء متى شاء الله لكن أن شاء الله الحلقه القادمه ساخنه


جنرال بهاء الشامى

هناك تعليق واحد:

  1. زكريا عزمي الشخص المقرب
    رفعت المحجوب كان من ضمن ان يكون نائب
    ومبارك عرض عليه الفكره

    ردحذف

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...