تحميل تطبيق المدونه

الأربعاء، 20 مارس 2019

مع المصطفى فى عهد المبعث رقم 72


" مع المصطفى فى دار هجرته " - 26 -
" مسجد المهاجر وبيته " و"موازين القوى" و"الإسلام في الجبهات الثلاث: مع عصابات يهود ومع الوثنية القرشية ومع المنافقين" " لَ"
ثم هموا أن يغتالوا الرسول!
خرج عليه الصلاة والسلام إلى بنى النضير ، يستعينهم في دية قتيلين من بنى عامر ، وكان بينهم وبين بنى النضير حلف وجوار.
" قالت يهود:
-
نعم يا أبا القاسم ، نعينك علي ما أحببت ...
ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا: "إنكم لن تجدوا الرجل علي مثل حاله هذه - ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب جدار من بيوتهم قاعد - فمنٌ رجل يعلو على هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيريحنا منه؟".
وصعد يهودى فألقي الصخرة ، لكن بعد أن كان المصطفى قد تحرك من مكانه.
ولم تزده فعلتهم علماً بغدرهم. لكنها زادته تصميماً على حسم شرهم.
وعاد إليهم صلى الله عليه وسلم ، فحاصرهم ست ليال من شهر ربيع الأول ، من السنة الرابعة للهجرة ...
واستسلموا ، بغير قتال ، لحكم المصطفى عليهم بالجلاء ...
وتضرعوا إليه أن يدعهم يذهبون بما حملت الإبل.
فسمح لهم بها ، الرسول المنتصر.
وبلغ بهم الحرص ، أن راحوا ينزعون الأخشاب من دورهم ، ليحملوها معهم. ومضوا بالنساء والأولاد وما حملت الإبل من مال ومتاع إلي عشيرتهم فى خيبر ، ولم يكن دورها قد حان بعد ...
فكأنما كانوا في خروج الجلاء ، في ضغطة الحشر!
وصدق الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم .. {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ(2) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ(3) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۖ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4)} .. صدق الله العظيم .. من سورة (الحشر).
عزيزى القارئ:
_________
الحشر: البعث - جمعهم وحبسهم وحشرهم - جلاهم عن المكان
مانعتهم: يقيهم - إسم من أسماء الله الحسنى أى الحائل دون نعمه - الذى يمنع ما أحب منعه - نازعتهم إياه - مانع من السوء - عوائق
اعْتَبِروا: اتخذوها عبرة وموعظة - امتحنوها - وضعوها في مكانتهم اللائقة
شاقوا: هاجوا - شده اليهم - خالفوهم وعادوهم
يشاق: يخالفه - (ومن يشاق الله) و (ومن يشاق الله فان الله شديد العقاب).
عزيزى القارئ:
_________
سردت لنا د. "بنت الشاطئ" كيف خالف يهود الصحيفة الوثيقة التاريخية الشاهدة علي إستجابة المصطفي عليه أفضل الصلاة والسلام كما طلب يهود من موادعة وأمان وحلف وجوار وعلى احترام الإسلام حريتهم في العقيدة وتأمينهم علي دورهم وأموالهم إلا أن يأثموا ويخونوا العهد ويظاهروا على المسلمين أعداءهم من قريش.
وكنا قد استعرضنا بنود هذه الوثيقة في المقال رقم [58] من هذه السلسلة .. وما أشبه اليوم بالبارحة .. بالأمس احتفلنا بإسترداد آخر كيلومتر من أرض سيناء "طابا" .. وشاهدنا الأفلام الوثائقية لرفض يهود الخروج من طابا إلا بعد التخريب والحرق .. الخ .. وكأنهم يقولون لنا لم ولن نتغير .. وفي عصر النبي صلى الله عليه وسلم عندما تم الحكم عليهم بالمغادرة خربوا وأحرقوا ما لم يستطيعوا حمله.
كما نلاحظ حتى الآن أنهم وبنى قينقاع وبنى النضير ما تم من عقاب وحكم عليهم كان نتيجة لأفعالهم وخبثهم وخيانتهم .. وليس كما يَدَّعُون أنهم طُرِدُوا قهراً وظُلماً ويطالبون في زماننا هذا أنهم يريدون استرداد أراضيهم وممتلكاتهم بأرض جزيرة العرب وهم أساساً كانوا ضيوفاً عليها!
عزيزى القارئ:
_________
اليكم تفسير الآيات المذكورة أعلاه:
جاءت الآيات في يهود بنى النضير - لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هادنهم وأعطاهم العهد والذمة علي ألا يقاتلهم ولا يقاتلوه .. فنقضوا العهد الذى كان بينهم وبينه فأحل الله بهم بأسه "قوته" الذى لا مرد له وأنزل عليهم قضاؤه الذي لا يصد .. فأجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجهم من حصونهم الحصينة التى ما طمع فيها المسلمون وظنوا أنها مانعتهم من بأس الله مما أغنى عنهم من الله شيئاً وجاءهم ما لم يكن ببالهم وسيرهم رسول الله صلي الله عليه وسلم وأجلاهم من المدينة .. فكان منهم طائفة ذهبوا إلي "أذرعات" من أعالي الشام وهى أرض المحشر والمنشر .. ومنهم طائفة ذهبوا إلي خيبر وكان قد أنزلهم فيها على أن لهم ما حملت إبلهم فكانوا يخربون ما في بيوتهم من المنقولات وغيرها ما لم يستطيعوا حملها.
قال لهم المصطفي صلي الله عليه وسلم: اخرجوا - قالوا: إلى أين؟!
قال: إلى أرض المحشر - في مدة حصاركم لهم وقصرها وكانت ستة أيام مع شدة حصونهم ومنعتها .. أى جاءهم من أمر الله ما لم يكن لهم في بال - وقذف في قلوبهم الرعب والخوف والهلع والجوع .. وكيف لا يحصل لهم ذلك وقد حاصرهم الذى نصر بالرعب مسيرة شهر صلوات الله وسلامه عليه .. ويخربون وينقضون ما استحسنوه من سقوفهم وأبوابهم وتحملها علي الإبل - فتفكروا في عاقبة من خالف أمر الله وخالف رسوله وكذب كتابه .. كيف يحل به من بأسه المخزى لهم في الدنيا ما يدخره لهم في الآخرة من العذاب الأليم - ولولا أن كتب الله عليهم هذا الجلاء وهو النفى من ديارهم وأموالهم لكان لهم عند الله غداً آخر من القتل والسبي .. وهذا حقاً عليهم ولابد منهم عذاب النار .. وفعل الله بهم ذلك وسلط عليهم رسوله وعباده المؤمنين جزاءً لأنهم خالفوا الله ورسوله لتكذيبهم بما أنزل الله على رسله المتقدمين في البشارة بسيدنا "محمد" صلى الله عليه وسلم وهم يعرفون ذلك كما يعرفون أبنائهم - اللين نوع من التمر وقيل هو جميع النخيل وذلك أن رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما حاصرهم أمر بقطع نخيلهم إهانة لهم وأرهاباً وإرعاباً لقلوبهم.
عزيزى القارئ:
_________
إليكم رابط فيديو مبسط عن مؤامرة يهود "بنى النضير" على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحاولة إلقاء الصخرة عليه .. وتفاصيل أخرى توضح خبث وخيانة بنى يهود وعدم وفائهم بالعهود والوعود كعهدهم على مر العصور وصفحات التاريخ .. وما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم .. الخ .. مدته 11:45 دقيقة.
اللهم صلِّ على سيدنا "محمد" مفتاح رحمتك وعين نعمتك وعلي آله وصحبه وسلم تسليماً

فريق مصر أم الكون

خديجه حسين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...