نعود بكم ولكم أصدقائنا القراء لوفاء لوعد قطعناه بمواصلة
اللقاء لنواصل كشف أسرار مجهوله لنواصل أقول الكاتب محمد هيكل
يعود الكاتب ليتحدث عن الرئيس السابق مبارك وأول مهمه تم
تكليفه بها فور توليه منصب نائب الرئيس سنة 1975 فيتحدث هيكل قائلاً
بعد إختيار مبارك لمنصب نائب الرئيس سنة 1975 كانت أول مهمه
كُلِّف بها أن يقوم بزياره رسميه لباريس فى يونيه من تلك السنة 1975 أى بعد شهر
واحد من توليه منصبه والهدف منها الأتفاق على شراء وتصنيع صواريخ فرنسيه فى مصر
وكان أشرف مروان مصاحبا لمبارك فى تلك الزيار ولم يكن قد تولَّى بعد مسئولية هيئة
التصنيع الحربى ولكن دوره فى قضايا التسليح كان يزداد ظهوراً والتفاصيل حول هذه
الصفقه منشوره فى المجله المعتمده لشئون الطيران فى العالم AVIATION WEEKLY عدد 14 يوليو 1975
ثم ينتقل الكاتب محمد حسنين هيكل إلى شكل العلاقه بين مبارك
وأشرف مروان بعد مرور سنوات عديده وإقامة الأخير فى لندن مع أوائل الألفيه الجديده
فيستطرد إلى الأخبار التى تتسرب من إسرائيل وتلمِّح إلى أن أشرف مروان كان عميل
إسرائيل وحتى لقاءه مع مبارك فى 2005 فيقول
مع حلول سنة 2000 وأشرف مروان مقيم فى لندن بدأت الأخبار تتسرب
من إسرائيل تلمِّح إلى أنه كان عميل إسرائيل الذى أخطر الموساد بتوقيت نشوب الحرب
فى أكتوبر سنة 1973 وبين المعلومات أن الهجوم سوف يكون على الجبهتين المصريه
والسوريه فى نفس الوقت وظلت التسريبات من إسرائيل تظهر وتختفى لكنها ليست غائبه عن
الأهتمام العام لعدة سنوات ثم حدث فى ذكرى 6 أكتوبر سنة 2005 وهى مناسبه يقوم فيها
رئيس الدوله عادة السادات أو مبارك بعده بزيارة ضريح جمال عبدالناصر وفوجئ الرئيس
مبارك على ما يبدو بأن أشرف مروان يتصدر مستقبليه على باب الضريح وعند خروجه كان
أشرف مروان الأقرب إليه بين مودعيه ولاحظ بعض المحيطين بهما أن الرجلين تبادلا
همسات لم تستغرق غير ثوان وأنصرف مبارك لكن بعض من كانوا بالقُرب منهما فى البهو
من الضريح إلى سيارة مبارك ألتقطوا أو كذلك تصوَّروا من الهمس ما سمح لهم أن
يفهموا أن مبارك يلوم أشرف أنه تعمَّد اليوم أن يظهر ملتصقا به طول وقت الزياره ثم
إن مبارك ينصحه بالسفر فوراً لأن الناس كلامها كثير
بالفعل فإن أشرف مروان عاد إلى لندن مع أول طائره صباح اليوم
التالى
كانت التسريبات التى خرجت من لجنة الأمن والدفاع فى الكنيست
ومن مجالس عسكريه سريه خاصه تشكلت للتحقيق فيها شديدة الحساسيه والخطوره وهى
بإختصار أثر من آثار الصدمه التى واجهتها إسرائيل فى الأيام الـ 10 الأولى من حرب
أكتوبر 1973 فقد حدث وقتها أن إسرائيل شكَّلت لجنة تحقيق خاصه رأسها القاضى
أجرانات لكى تبحث أسباب ما وقع وتحدد المسئوليه عنه وكانت النقطه المركزيه فى
التحقيق هى هل فوجئت إسرائيل أو لم تفاجأ ؟؟؟
هل عرفت أو أنها لم تعرف ؟؟؟ وإذا كانت قد عرفت من مصدر سرى
وقد عرفت فعلاً فلماذا تأخرت فى الأستعداد ساعات حاسمه ؟؟؟ ولماذا ؟؟؟ ومن يتحمل
الوِزْر ؟؟؟
كانت لجنة التحقيق الخاصه وهى مُشكَّله بقرار من رئيسة الوزراء
جولدا مائير وبطلب وضغط من الرأى العام قد توصلت إلى نتائج أعلنت ملخصاً مقتضباً
جرى إعلانه مع إجراءات عقابيه طالت عددا من المسئولين وبين ما أتخذ من إجراءات
توجيه لوم إلى وزير الدفاع موشى ديان وإزاحة رئيس أركان الجيش الإسرائيلى الچنرال
داڤيد بن أليعازار من منصبه وإحالة الچنرال إيلى زائيرا مدير المخابرات العسكريه
إلى التقاعد ومع أن تحقيقات القضيه وتفاصيلها بقيت فى حيز الأسرار المكتومه إلا
أنه وكالعاده فى إسرائيل وفى بلدان كثيره غيرها فإن لجنة أجرانات لم تستطع تكميم
كل الأفواه ولا حبس كل الأوراق ولا وقف كل التداعيات والسبب الرئيسى أن الخلاف ظل
محتدماً بين أثنين من الچنرالات الإسرائيليين الكبار أثناء حرب أكتوبر 1973
الچنرال زڤى زامير رئيس الموساد أى المخابرات العامه الإسرائيليه والچنرال إيلى
زائيرا رئيس آمان أى المخابرات العسكريه الإسرائيليه
كان مؤدى الخلاف بين الأثنين أن رئيس الموساد زائير يصر على
أنه أبلغ عن خطط ومواقيت وصلت إليه من مصدر مصرى موثوق عن هجوم مصرى سورى لكن رئيس
المخابرات العسكريه الچنرال زائيرا فى المقابل يصر على التشكيك فى مصدر المعلومات
الذى أبلغ الموساد لم ينف وجود المصدر المصرى ولم ينف دوره فى الإبلاغ مسبقا ولكنه
قدَّر أن يكون عميلا مدسوسا على إسرائيل أو عميلا مزدوجا وشاهده الرئيسى أن ذلك
المصدر المصرى أبلغ إسرائيل بالساعه الخطأ فى موعد الهجوم أى أن إبلاغه عن موعد
الهجوم فى السادسه مساءاً بينما وقع الهجوم فعلا فى الثانيه بعد ظهر السبت 6
أكتوبر مما أربك حسابات الأسرائيليين وشكل تفوق زمنى مصرى سورى وكذلك تعطَّل قرار
إعلان التعبئه العام فى إسرائيل ووقع تقصير فى الأستعداد
كانت كلمة التقصير بالتحديد هى عنوان تقرير لجنة أجرانات وتحول
الخلاف بين الرجلين إلى خلاف بين الجهازين الموساد وآمان وشكَّل ذلك نوعا من الشرخ
داخل أجهزة المؤسسه العسكريه الإسرائيليه لم يعد فى الإمكان تجاهله وكذلك جاء
تشكيل اللجنه الأمنيه العليا بين الرجلين زامير وزائيرا وتوفق بين الجهازين
الموساد وآمان برئاسة النائب العام مناحم مازوز ومعه عدد من قيادات الجيش ومن
خبراء الأمن وإطلعت اللجنه على جميع الوثائق بما فيها محاضر تحقيقات لجنة أجرانات
وأستمعت إلى كل الشهادات وبالطبع فإن الأسم الحقيقى للعميل المصرى الذى حصل
الموساد بواسطته على سر الحرب وموعدها جرى تداوله
والآن حان وقف سيل أسرار مجهوله ليكون لنا لقاء قادم متى شاء
الله على وعد بلقاء بعد عودتى من مؤتمر البانوراما بعاصمة أم الكون
جنرال بهاء الشامى